فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡأٓخَرِينَ} (64)

{ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ } أي قربناهم إلى البحر قاله ابن عباس ، قال أبو عبيدة أزلفنا جمعنا ، ومنه قيل لليلة المزدلفة ليلة الجمع ، وثم ظرف مكان للبعيد ، وقيل : قربنا من النجاة وقرئ ( زلفنا ) ثلاثيا ، وقرئ { وأزلفنا } أي أزللنا وأهلكنا ، من قولهم ، أزلقت الفرس إذا ألقت ولدها ، ويعني بالآخرين فرعون وقوم وقيل ، المراد بهم موسى وأصحابه والأول أولى .

قيل : كان جبريل بين بني إسرائيل وبين قوم فرعون . يقول لبني إسرائيل ليلحق آخركم أولكم ، ويقول للقبط رويدا ليلحق آخركم أولكم فكان بنو إسرائيل يقولون ما رأينا أحسن سياسة من هذا الرجل ، وكان القبط يقولون ما رأينا أحسن داع من هذا ! .