فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَبِّ هَبۡ لِي حُكۡمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّـٰلِحِينَ} (83)

ثم لما فرغ الخليل من الثناء على ربه ، والاعتراف بنعمه ، وفنون ألطافه ، الفائضة عليه من حضرة الحق ، من مبدأ خلقه إلى يوم بعثه ، حمله ذلك على مناجاته تعالى ، فعقبه بالدعاء ليقتدي به غيره في ذلك فقال :

{ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا } المراد بالحكم الكمال في العلم والفهم والعمل يستعد به لخلافة الحق ورياسة الخلق . وقيل النبوة والرسالة ، وقيل المعرفة بحدود الله وأحكامه .

{ وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } يعني بالنبيين قبلي في العمل الصالح . وقيل بأهل الجنة ، أي في درجاتهم . قاله ابن عباس : والأول أولى . ولقد أجابه تعالى حيث قال : وإنه في الآخرة لمن الصالحين .