فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ} (63)

{ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ }

وذلك أن الله عز وجل أراد أن تكون الآية متصلة بموسى ، ومتعلقة بفعل يفعله ، وإلا فضرب العصا ليس بفارق البحر ، ولا معينا على ذلك بذاته إلا بما اقترن به من قدرة الله تعالى واختراعه ، وبه نجا وموسى وبنو إسرائيل وهلك عدوهم { فَانفَلَقَ } الفاء فصيحة ، أي : فضرب فصار وانشق اثني عشر فلقا ، بعدد الأسباط ، وقام الماء عن يمين الطريق وعن يساره كالجبل العظيم ، وهو معنى قوله :

{ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ } هو القطعة من البحر ، وقرئ ( فلق ) باللام بدل الراء { كَالطَّوْدِ } كالجبل أو عظيمه والجمع أطواد ، يقال طاد يطود إذا ثبت { الْعَظِيمِ } أي الضخم بينهما مسالك سلكوها ، لم يبتل منها سرج الراكب ولا لبده قاله ابن عباس ، وابن مسعود .