اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَا تُخۡزِنِي يَوۡمَ يُبۡعَثُونَ} (87)

قوله : { وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } . ( قال الزمخشري ){[37414]} : الإخزاء من الخزي ، وهو الهوان ، ومن الخزاية ، وهي الحياء{[37415]} . وهذه الآية تدل على أنه لا يجب على الله شيء كما تقدم في قوله : { والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين } . فإن قيل : لما قال أولاً : { واجعلني مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النعيم } كان كافياً عن قوله : { وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } . وأيضاً فقد قال الله تعالى : { إِنَّ الخزي اليوم والسوء عَلَى الكافرين } [ النحل : 27 ] فما كان نصيب الكفار فقط كيف يخافه المعصوم ؟ .

فالجواب : أن حسنات الأبرار سيئات المقربين ، فكذا درجات الأبرار خزي المقربين ، وخزي كل واحد بما يليق به{[37416]} .

قال الزمخشري : في ( يبعثون ) ضمير العباد لأنه معلوم ، أو ضمير الضالين{[37417]} .


[37414]:ما بين القوسين سقط من ب.
[37415]:الكشاف 3/118.
[37416]:انظر الفخر الرازي 24/150.
[37417]:الكشاف 3/118.