فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (109)

( ولله ) وحده ( ما في السموات وما في الأرض ) أي مخلوقاته سبحانه يتصرف فيها كيف يشاء وعلى ما يريد ، وعبر " بما " تغليبا لغير العقلاء على العقلاء لكثرتها أو لتنزيل العقلاء منزلة غيرهم إظهارا لحقارتهم في بيان مقام عظمته تعالى .

قال المهدوي : وجه اتصال هذا بما قبله أنه لما ذكر أحوال المؤمنين والكافرين وانه لا يريد ظلما للعالمين ، وصله بذكر اتساع قدرته وغناه عن الظلم لكون ما في السموات والأرض في قبضته ، وقيل هو ابتداء كلام يتضمن البيان لعباده بأن جميع ما في السموات والأرض له ملكا وخلقا وعبيدا حتى يسألوه ويعبدون ولا يعبدوا غيره .

( وإلى الله ) أي إلى حكمه وقضائه لا إلى غيره لا شركة ولا استقلالا ( ترجع ) أي تصير ( الأمور ) أي أموركم .