فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ} (9)

( ربنا إنك جامع الناس ) أي باعثهم ومحييهم بعد تفريقهم وهو من إضافة الفاعل إلى المفعول ( ليوم ) هو يوم القيامة أي لحساب يوم أو لجزاء يوم على تقدير حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ( لا ريب فيه ) أي في وقوعه ووقوع ما فيه من الحساب والجزاء ، وقد تقدم تفسير الريب ( إن الله لا يخلف الميعاد ) تعليل لمضمون ما قبلها أي ان الوفاء بالوعد شأن الإله سبحانه ، وخُلفُه يخالف الألوهية كما انها تنافيه ، وإظهار الإسم الجليل لإبراز كمال التعظيم والإجلال الناشئ من ذكر اليوم المهيب الهائل بخلاف ما في آخر هذه السورة فإنه مقام طلب الإنعام .

و الميعاد مفعال من الوعد بمعنى المصدر لا الزمان والمكان . قاله أبو البقاء ، وإليه أشار في التقرير ، وفيه التفات ممن الخطاب ويحتمل ان يكون من كلامه تعالى ، والغرض من الدعاء بذلك بيان ان همهم امر الآخرة ولذلك سألوا الثبات على الهداية لينالوا ثوابها .

[ أخرج ابن النجار في تاريخه عن جعفر بن محمد الخلدي قال روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان من قرأ هذه الآية على شئ ضاع منه رده الله عليه ويقول بعد قراءتها يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين مالي إنك على كل شئ قدير ] .