الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ} (9)

قوله تعالى : { جَامِعُ النَّاسِ } : قرأ أبو حاتم : " جامعٌ الناسَ " بالتنوينِ والنصبِ .

و { لِيَوْمٍ } اللامُ للعلة أي : لجزاءِ يوم ، وقيل : هي بمعنى في ، ولم يُذْكَرْ المجموعُ لأجلهِ . و { لاَّ رَيْبَ } صفةٌ ليوم ، فالضميرُ في " فيه " عائدٌ عليه . وأبعد مَنْ جَعَلَه عائداً على الجمعِ المدلولِ عليه بجامعٍ ، أو على الجزاءِ المدلولِ عليه بالمعنى أو على العَرْض .

قوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } يجوزُ أن يكونَ من تمامِ حكاية قولِ الراسخين فيكونَ التفاتاً من خطابهِم للباري تعالى بغير الخطاب إلى الإِتيانِ بالاسمِ الظاهرِ دلالةً على تَعْظِيمه ، ويجوزُ أن يكونَ مستأنفاً من كلام اللهِ فلا التفاتَ حينئذٍ ، والميعادُ : مصدرٌ ، وياؤُه عن واو لانكسار ما قبلَها كميِقات .