( ربنا لا تزغ قلوبنا ) قال ابن كيسان سألوا أن لا يزيغوا فتزيغ قلوبهم نحو قوله تعالى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) كأنهم لما سمعوا قوله تعالى ( وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ) قالوا ربنا لا تزغ قلوبنا باتباع المتشابه ( بعد إذ هديتنا ) إلى الحق بما أذنت لنا من العمل بالآيات المحكمات .
( وهب لنا من لدنك رحمة ) أي كائنة من عندك ، ومن لابتداء الغاية ولدن بفتح اللام وضم الدال وسكون النون وفيه لغات أخر هذه أفصحها ، وهو ظرف مكان وقد يضاف إلى الزمان ، وتنكير رحمة للتعظيم أي رحمة عظيمة واسعة تزلفنا إليك ونفوز بها عندك ، أو توفيقا للثبات على الحق او مغفرة للذنوب ( إنك انت الوهاب ) لكل مسؤول تعليل للسؤال او لإعطاء المسؤول .
وهذا العموم مفهوم من عدم ذكر الموهوب ، فالتخصيص بموهوب مسؤول دون آخر تخصيص بلا مخصص ، وفيه دليل على ان الهدى والضلال من الله وانه متفضل بما ينعم به على عباده لا يجب عليه شئ لأنه وهاب .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ثم قرأ ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) {[306]} الآية " وقد ورد نحوه من طرق أخر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.