فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{غُلِبَتِ ٱلرُّومُ} (2)

{ غلبت الروم } قرئ مبنيا للمفعول وللفاعل . قال النحاس : قراءة الناس بضم الغين وكسر اللام ، قال أهل التفسير : غلبت فارس الروم ففرح بذلك كفار مكة ، وقالوا : الذين ليس لهم كتاب غلبوا الذين لهم كتاب ، وافتخروا على المسلمين ، فقالوا نحن أيضا نغلبكم كما غلبت فارس الروم ، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب ، أي : نصارى ، فهم أقرب إلى الإسلام ، و الفرس مجوس فهم أقرب إلى كفار قريش وفارس اسم أعجمي علم تلك القبيلة ، فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، بل والعجمة وعن أبي سعيد قال : لما كان يوم بدر ظهر الروم على فارس ، فأعجب ذلك المؤمنين ، فنزلت ألم غلبت الروم ، وقرأها على البناء للفاعل ، ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس ، وعن أبي الدرداء قال : سيجيء أقوام يقرؤون ألم غلبت الروم يعني بالفتح وإنما هي غلبت يعني بالضم ، والروم اسم قبيلة سميت باسم جدها ، وهو روم{[1359]} بن عيصو بن إسحق ابن إبراهيم قاله ابن جزي في تفسيره ، وسمي عيصو لأنه كان مع يعقوب في بطن ، فعند خروجهما تزاحما ، وأراد كل أن يخرج قبل صاحبه ، فقال : عيصو ليعقوب : إن لم أخرج قبلك وإلا خرجت من جنبها ، فتأخر يعقوب شفقة منه فلذا كان أبا الأنبياء ، وعيصو أبا الجبارين ، كذا قيل والله أعلم قيل : وكانت هذه الحروب بين أذرعات وبصرى ، الملك بفارس يومئذ كسرى أبرويز .


[1359]:لا أصل لكلم ابن جزي من علم التاريخ ولا من علم الأجناس ولا من علوم الدين، والروم يعدون سلالة إبراهيم وغير الروم على الإطلاق برابرة حتى بعد دخولهم المسيحية؟ المطيعي.