فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡفَتۡحُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (28)

{ وَيَقُولُونَ } بطريق الاستعجال تكذيبا واستهزاء . والقائلون هم الكفار على العموم ، أو كفار مكة على الخصوص { مَتَى هَذَا الْفَتْحُ } الذي تعدنا به ، يعنون بالفتح القضاء والفصل بين العباد ، وهو يوم البعث الذي يقضي الله فيه بين العباد ، قاله مجاهد وغيره ، قال الفراء ، والقتيبي : هو فتح مكة .

قال قتادة : قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للكفار . إن لنا يوما نتنعم فيه ونستريح ، ويحكم الله بيننا وبينكم ، ويعنون يوم القيامة ، فقال الكفار : متى هذا الفتح ؟ وقال السدي : هو يوم بدر ، لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون للكفار إن الله ناصرنا ، ومظهرنا عليكم ، وعن ابن عباس قال : يوم بدر فتح للنبي صلى الله عليه وسلم فلم ينفع الذين كفروا إيمانهم بعد الموت { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فيما تدعونه من نصر المؤمنين ، وإظهارهم على الكفار ، ثم أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجيب عليهم فقال : { قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ }