قال ابن عباس : نزلت بالمدينة وعن ابن الزبير مثله وعن زر قال : قال لي أبي بن كعب : كأين تقرأ سورة الأحزاب أو كأين تعدها ؟ قلت : ثلاثا وسبعين آية فقال : قط ؟ لقد رأيتها وأنها لتعادل سورة البقرة : أو أكثر من سورة البقرة . ولقد قرأنا فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم . فرفع فيما رفع . قال ابن كثير : وإسناده حسن .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قام فحمد الله وأثني عليه ثم قال : ( أما بعد يا أيها الناس : إن الله بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة . ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم . ورجمنا بعده . فأخشى أن يطول بالناس زمان أن يقول قائل : لا نجد آية في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ) . وقد روي عنه نحو هذا من طرق .
وعن عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية . فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن .
قال النسفي : وأما ما يحكى أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها الداجن فمن تأليفات الملاحدة والروافض .
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } أي : يا أيها المخبر عنا ، المأمون على أسرارنا ، المبلغ خطابنا ، وإنما لم يقل : يا محمد كما قال : يا آدم ، يا موسى ، تشريفا له ، وتنويها بفضله ، وتصريحه باسمه في قوله : يا محمد رسول الله ونحوه ، لتعليم الناس بأنه رسول الله ليلقبوه بذلك ، ويدعونه به .
{ اتَّقِ اللهَ } أي : دم على ذلك وازدد منه ، فهو باب واسع ، وعرض عريض ، لا يدرك مداه ، ولا ينال منتهاه .
{ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ } من أهل مكة ، ومن هو على مثل كفرهم { وَالْمُنَافِقِينَ } الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر . قال الواحدي : إنه أراد سبحانه بالكافرين : أبا سفيان ، وعكرمة ، وأبا الأعور السلمي ، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أرفض ذكر آلهتنا ، وقل إن لها شفاعة لمن عبدها قال : والمنافقين عبد الله بن أبي ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح .
{ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } أي : كثير العلم والحكمة بليغهما ، قال النحاس : ( ودل بقوله هذا على أنه كان يميل إليهم يعني النبي صلى الله عليه وسلم استدعاء لهم إلى الإسلام ، والمعنى أن الله عز وجل لو علم أن ميلك إليهم فيه منفعة لما نهاك عنهم ، لأنه حكيم ) ولا يخفى بعد هذه الدلالة التي زعمها ولكن هذه الجملة تعليل لجملة الأمر بالتقوى ، والنهي عن طاعة الكافرين والمنافقين ، والمعنى : أنه لا يأمرك أو ينهاك إلا بما علم فيه صلاحا أو فسادا لكثرة علمه ، وسعة حكمته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.