وهي مكية . قال القرطبي بالإجماع إلا أن فرقة قالت : { ونكتب ما قدموا وآثارهم } نزلت في بني سلمة من الأنصار حين أرادوا أن يتركوا ديارهم وينتقلوا إلى جوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتي بيان ذلك{[1]} .
وعن ابن عباس قال : نزلت بمكة وعن عائشة مثله .
وأخرج الدارمي والترمذي ومحمد بن نصر والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس . من قرأ يس كتب له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات {[2]} قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن . وفي إسناده هرون أبو محمد . وهو شيخ مجهول .
وفي الباب عن أبي بكر ولا يصح لضعف إسناده . أخرج الدارمي وأبو يعلى والطبراني والبيهقي وغيرهم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له في تلك الليلة ) . {[3]} قال ابن كثير إسناده جيد .
وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والطبراني وابن حبان والحاكم والبيهقي عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يس قلب القرآن لا يقرؤها عبد يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له ما تقدم من ذنبه . فاقرؤوها على موتاكم ) {[4]} . وقد ذكر له أحمد إسنادين أحدهما فيه مجهول والآخر ذكر فيه عن أبي عثمان وقال ليس بالنهدي عن أبيه عن معقل .
وأخرج الطبراني وابن مردويه قال السيوطي : بسند ضعيف عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من داوم على قراءة يس كل ليلة ثم مات مات شهيدا ) .
{ يس } قرأ الجمهور بسكون النون وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص وقالون وورش بإدغام النون في الواو التي بعدها ، وقرئ بفتح النون وبكسرها ، فالفتح على البناء أو على أنه مفعول فعل مقدر تقديره : اتل يس والكسر على البناء أيضا كجير ، وقيل الفتح والكسر للفرار من التقاء الساكنين ، أما وجه قراءة الجمهور فلكونها مسرودة على نمط التعديد فلا حظ لها من الإعراب ، وقرئ بضم النون على البناء كمذ وحيث ، وقط .
وقيل على أنها خبر مبتدأ محذوف أي هذه يس ، ومنعت من الصرف للعلمية التأنيث ، واختلف في معنى هذه اللفظة فقيل : معناها يا رجل ، أو يا إنسان . قال ابن الأنباري : الوقف على يس حسن لمن قال : هو افتتاح السورة .
ومن قال : معناه يا رجل لم يقف عليه ، وقال سعيد بن جبير وغيره : هو اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وسلم دليله إنك لمن المرسلين ، ومنه قوله تعالى : { سلام على آل ياسين } أي آل محمد ومنه قول الشاعر :
يا نفس لا تمحضي بالنصح جاحدة ***
وسيأتي في الصافات ما المراد بآل ياسين ، قال الواحد قال ابن عباس والمفسرون : يريد يا إنسان يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم ، قال أبو بكر الوراق : معناه يا سيد البشر ، وقال مالك : هو اسم من أسماء الله تعالى . روي ذلك عنه أشهب ، وحكى أبو عبد الرحمن السلمي عن جعفر الصادق أن معناه يا سيد وقال كعب : هو قسم أقسم الله به ورجح الزجاج أن معناه يا محمد .
واختلفوا هل هو عربي أو غير عربي ؟ فقال سعيد بن جبير وعكرمة حبشي ، وقال الكلبي : سرياني ، تكلمت به العرب فصار من لغتهم ، وقال الشعبي : هو بلغة طي ، وقال الحسن : هو بلغة كلب وقد تقدم في طه وفي مفتتح سورة البقرة ما يغني عن التطويل ههنا ، والأولى أن يقال : الله أعلم بمراده به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.