{ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا } أي منعناهم عن الإيمان بموانع فهم لا يستطيعون الخروج من الكفر إلى الإيمان كالمضروب أمامه وخلفه بالأسداد ، والسد : بضم السين وفتحها لغتان : قال الضحاك : سدا أي الدنيا وسدا أي الآخرة ، قيل : بالعكس { فَأَغْشَيْنَاهُمْ } بالغين المعجمة أي غطينا أبصارهم على حذف مضاف ، وقرئ : بالعين المهملة من العشا ، وهو ضعف البصر ، ومنه : { ومن يعش عن ذكر الرحمن } فهم بسبب ذلك .
{ لاَ يُبْصِرُونَ } أي لا يقدرون على إبصار شيء ، قال الفراء : فألبسنا أبصارهم غشاوة أي عمى ، فهم لا يبصرون سبيل الهدى ، وكذا قال قتادة إن المعنى لا يبصرون الهدى ، وقال السدي : لا يبصرون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم حين ائتمروا على قتله .
وعن ابن عباس قال : في السد كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا يرونه ، وعنه أيضا قال : ( اجتمعت قريش بباب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون خروجه ليؤذوه فشق ذلك عليه ، فأتاه جبريل بسورة يس وأمره بالخروج عليهم ، فأخذ كفا من تراب وخرج وهو يقرؤها ويذر التراب على رؤوسهم ، فما رأوه حتى جاز فجعل أحدهم يلمس رأسه فيجد التراب ، وجاء بعضهم فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا ننتظر محمدا فقال : لقد رأيته داخل المسجد ، قال : قوموا فقد سحركم ) {[1390]} .
قال الضحاك في الآية أي عموا عن البعث ، وعموا عن قبول الشرائع في الدنيا ، قال تعالى : { وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم ) ، قال البيضاوي ، هذا تمثيل آخر بمن أحاط بهم سدان فغطيا أبصارهم بحيث لا يبصرون قدامهم ووراءهم في أنهم محبوسون في مطمورة الجهالة ، ممنوعون عن النظر في الآيات والدلائل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.