{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا } من الذنوب وعملوا من الخطايا { مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا } أي الأرض { مِن دَابَّةٍ } من الدواب التي تدب كائنة ما كانت ، أما بنو آدم فلذنوبهم ، وأما غيرهم فلشؤم معاصي بني آدم وقيل المراد : ما ترك على ظهر الأرض من دابة تدب من بني آدم ، والجن . وقال بالأول ابن مسعود وقتادة ، وقال بالثاني الكلبي ، وقال ابن جريج والأخفش والحسين بن الفضل : أراد بالدابة هنا : الناس وحدهم دون غيرهم .
أخرج الفريابي وغيره عن ابن مسعود قال : إنه كاد الجعل ليعذب في حجره بذنب ابن آدم ، ثم قرأ هذه الآية قيل : وجه الملاءمة بين الشرط والجزاء أنه تعالى إذا كان يؤاخذ الناس بما كسبوا كان ينقطع عنهم النعم التي من جملتها المطر ، فإذا انقطع عنهم المطر انقطع النبات فيموت جميع الحيوانات فهذا كناية أريد بها الملزوم وقوله : على ظهرها فيه استعارة مكنية قال قتادة : وقد فعل ذلك في زمن نوح ، وقال يحيى بن سلام . يحبس الله المطر فيهلك كل شيء { وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } وهو يوم القيامة .
{ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ الله كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا } أي بمن يستحق منهم الثواب ومن يستحق منهم العقاب وفي هذا تسلية للمؤمنين ووعيد للكافرين والعامل في ( إذا ) هو : جاء لا ( بصيرا ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.