فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ} (99)

{ و } لما انقضت هذه الواقعة وأسفر الصبح لذي عينين ، وظهرت حجة الله لإبراهيم ، وقامت براهين نبوته وسطعت أنوار معجزته .

{ قالَ : إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي } أي مهاجر من مولدي وبلد قومي الذين فعلوا ما فعلوا تعصبا للأصنام وكفرا بالله وتكذيبا لرسله إلى حيث أمرني بالمهاجرة إليه أو إلى حيث أتمكن من عبادته ، وهذه الآية أصل في الهجرة والعزلة وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام وذلك حين خلصه الله من النار .

{ سَيَهْدِينِ } فيما نويت إلى المكان الذي أمرني بالذهاب إليه أو إلى مقصدي ، وقيل : ذاهب بعملي وعبادتي وقلبي ونيتي ، فعلى هذا ذهابه بالعمل لا بالبدن والأول أظهر ، قيل : إن الله سبحانه أمره بالمصير إلى الشام وقد سبق بيان هذا في سورة الكهف مستوفى قال ابن عباس : قال هذا حين هاجر