ثم أخبر سبحانه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأن الموت يدركه ويدركهم لا محالة ، فقال : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } وذلك إنهم كانوا يتربصون برسول الله صلى الله عليه وسلم الموت ، فأخبر أن الموت يعمهم جميعا ، فلا معنى للتربص ، وشماتة الفاني بالفاني وهذا تمهيد لما يعقبه من الخصام يوم القيامة ، قرأ الجمهور ميت وميتون بالتشديد ، وقرئ مائة ومائتون ، وبها قرأ عبد الله بن الزبير ، وقد استحسن هذه القراءة بعض المفسرين لكون موته وموتهم مستقبلا ، ولا وجه للاستحسان فإن قراءة الجمهور تفيد هذا المعنى ، قال الفراء والكسائي : الميت بالتشديد من لم يمت وسيموت ، والميت بالتخفيف من قد مات وفارقته الروح قال الخليل : أنشد أبو عمرو :
وتسألني تفسير ميت وميت *** فدونك قد فسرت إن كنت تعقل
فمن كان ذا روح فذلك ميت *** وما الميت إلا من إلى القبر يحمل
وقال السمين : ولا خلاف بين القراء في تثقيل مثل هذا ؟ قال قتادة : نعيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، نفسه ونعيت إليهم أنفسهم ، ووجه هذا الإخبار الإعلام للصحابة بأنه يموت ، فقد كان بعضهم يعتقد أنه لا يموت مع كونه توطئة وتمهيدا لما بعده أخرج النسائي وغيره عن ابن عمر قال : لقد لبثنا برهة من دهرنا ونحن نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين من قبلنا ، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف ، فعرفت أنها نزلت فينا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.