{ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ( 78 ) ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا ( 79 ) }
{ أينما تكونوا يدرككم الموت } كلام مبتدأ مسوق من قبله تعالى بطريق تلوين الخطاب وصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المخاطبين اعتناء بإلزامهم إثر بيان حقارة الدنيا وعلو شأن الآخرة ، وفيه حث لمن قعد عن القتال خشية الموت ، وبيان لفساد ما خالطه من الجبن وخامره من الخشية ، فإن الموت إذا كان كائنا لا محالة ، فمن لم يمت بالسيف مات بغيره { ولو كنتم في بروج } جمع برج وهو البناء المرتفع { مشيدة } من شاد القصر إذا رفعه وطلاه بالشيد وهو الجص .
وقد اختلف في هذه البروج ما هي فقيل الحصون والقلاع التي في الأرض وقيل هي القصور المحصنة الرفيعة ، قال الزجاج والقتبي : معنى مشيدة مطولة وقيل المراد بالبروج بروج في سماء الدنيا مبنية حكاه مكي عن مالك ، وقال : ألا ترى إلى قوله { والسماء ذات البروج } { وجعل فيها بروجا } { ولقد جعلنا في السماء بروجا } وقيل إن المراد بالبروج المشيدة هنا قصور من حديد .
{ وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله } هذا وما بعده مختص بالمنافقين أي إن تصبهم نعمة نسبوها إلى الله تعالى { وإن تصبهم سيئة } أي بلية ونقمة { يقولوا هذه من عندك } أي نسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد الله ذلك عليهم بقوله { قل كل } من النعمة والبلية { من عند الله } وإيجادا من غير أن يكون له مدخل في وقوع شيء منها بوجه من الوجوه وليس كما تزعمون ، فأما الحسنة فإنعام من الله وأما السيئة فابتلاء منه .
ثم نسبهم إلى الجهل وعدم الفهم فقال { فما لهؤلاء القوم } أي فما بال هؤلاء المنافقين أو ما شأن اليهود الذين قالوا ما قالوا { لا يكادون } لا يقاربون { يفقهون حديثا } من الأحاديث أصلا أو معاني القرآن ، وأن الأشياء كلها من الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.