فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

{ بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا } وهذه الجملة مفسرة لما قبلها لما فيما من الإبهام ، أي بل ظننتم أن العدو يستأصل المؤمنين بالمرة ، فلن يرجع منهم أحد إلى أهله لما في قلوبكم من عظمة المشركين ، وحقارة المؤمنين ، فلأجل ذلك تخلفتم ، لا لما في ذكرتم من المعاذير الباطلة .

{ وزين } قرأ الجمهور مبنيا للمفعول ، وقرئ مبنيا للفاعل ، وهو الشيطان { ذلك في قلوبكم } فقبلتموه { وظننتم ظن السوء } هو أن الله سبحانه لا ينصر رسوله ، وهذا الظن إما هو الظن الأول والتكرير للتأكيد والتوبيخ أو المراد به ما هو أعم من الأول فيدخل الظن الأول تحته دخولا أوليا { وكنتم قوما بورا } قال الزجاج : هالكين عند الله وكذا قال مجاهد ، قال الجوهري : البور الرجل الفاسد الهالك الذي لا يخر فيه ، قال أبو عبيدة : بورا هلكي ، وهو جمع بائر مثل حائل وحول في المعتل وبازل وبزل في الصحيح وقد بار فلان أي : هلك ، وأباره الله أي أهلكه ، قيل : والبور الهلاك ، وهو مصدر أخبر به عن الجمع .