{ قل للمخلفين من الأعراب } كرر ذكرهم بهذا الإسم مبالغة في الذم وإشعارا بشناعة التخلف أي فذمهم مرة بعد أخرى كما أشار إليه في التقرير { ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد } قال عطاء بن أبي رباح ومجاهد وابن أبي ليلى وعطاء الخرساني : هم فارس وقال كعب والحسن وابن أبي ليلى : هم الروم ، وروي عن الحسن أيضا أنه قال : هم فارس والروم وقال سعيد بن جبير : هم هوازن وثقيف ، وقال قتادة : هوازن وغطفان يوم حنين .
وقال الزهري ومقاتل : هم بنو حنيفة أهلا اليمامة أصحاب مسيلمة ، وحكى هذا القول الواحدي عن أكثر المفسرين ، وعن أبي هريرة : أنهم الأكراد وقال ابن عباس : هم فارس والروم وعنه قال : هوازن وبنو حنيفة ، يعني : أهل الردة الذين حاربهم أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، لأن مشركي العرب والمرتدين هم الذين لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف .
وقال أبو هريرة : لم يأت تأويل هذه الآية بعد وظاهر الآية يرده ، وفي هذه الآية دليل على صحة إمامة أبي بكر الصديق وعمر رضي الله تعالى عنهما لأن أبا بكر دعاهم إلى قتال بني حنيفة وعمر دعاهم إلى قتال فارس والروم ، قال الخازن : وأقوى هذه الأقوال أنهم هوازن وثقيف ، لأن الداعي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبعدها أنهم بنو حنيفة ثم ذكر الدليل على صحة القول الأول ، وأطال فيه ولا يصح ؛ لأنه قال : { لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا } فدل على أن المراد بالداعي غير النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أنه لم يدع هؤلاء القوم بعد النبي إلا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما .
{ تقاتلونهم أو يسلمون } فلا تقاتلون أي يكون أحد الأمرين إما المقاتلة أو الإسلام ، ولا ثالث لهما ، وهذا حكم الكفار الذين لا تؤخذ منهم الجزية قال الزجاج : التقدير أو هم يسلمون ، وقرئ أو يسلموا أي حتى يسلموا { فإن تطيعوا } إلى قتالهم { يؤتكم الله أجرا حسنا } وهو الغنيمة في الدنيا ، والجنة في الآخرة { وإن تتولوا } أي : تعرضوا { كما توليتم من قبل } وذلك عام الحديبية { يعذبكم عذابا أليما } بالقتل والأسر والقهر في الدنيا ، وبعذاب النار في الآخرة لتضاعف جرمكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.