فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَتَنَٰزَعُونَ فِيهَا كَأۡسٗا لَّا لَغۡوٞ فِيهَا وَلَا تَأۡثِيمٞ} (23)

" { يتنازعون فيها } " أي يتعاطون ويتنازلون ويتعاورون هم وجلساؤهم من أقربائهم " { كأسا } " أي يتجاذب بعضهم الكأس من بعض ، هذا من يد هذا ، وهذا من يد هذا ، تلذذا وتأنسا ، والكأس إناء الخمر ، ويطلق على كل إناء مملوء من خمر أوغيره فإذا فرغ لم يسم { كأسا } { لا لغو فيها ولا تأثيم } قال الزجاج : لا يجري بينهم ما يلغي به ، ولا ما فيه إثم ، كما يجري بين من يشرب الخمر في الدنيا ، واللغو من الكلام هو الذي لا نفع فيه ولا مضرة ، والتأثيم تفعيل من الإثم ، والضمير في ( فيها ) راجع إلى الكأس وقيل : إلى الجنة ، ولا يجري فيها ما فيه إثم ، والأول أولى ، قال ابن قتيبة : لا تذهب بعقولهم فيلغوا ، كما يكون من خمر الدنيا ، ولا يكون منهم ما يؤثمهم ، وقال الضحاك : لا تأثيم أي لا كذب ، قال قتادة : اللغو الباطل ، وقال مقاتل بن حيان : لا فضول فيها ، وقال سعيد بن المسيب : لا رفث فيها ، وقال ابن زيد لا سباب ولا تخاصم فيها ، قال ابن عباس : لا باطل ولا كذب فيها .