{ أم يقولون شاعر ؟ } أم هي المنقطعة وقد تقدم الخلاف ، هل هي مقدرة ببل والهمزة أو ببل وحدها ، قال الخليل : هي هنا للاستفهام ، وقال سيبويه : خوطب العباد بما جرى في كلامهم ، قال النحاس : يريد سيبويه أن أم في كلام العرب للخروج من حديث إلى حديث ، أي لا ينبغي منهم هذا القول ولا يليق ، قال الكواشي : وإنما قدرت ببل لأن ما بعدها متيقن ، وما بعد أم مشكوك فيه ، مسؤول عنه ، وذكرت أم هنا خمس عشرة مرة ، وكلها إلزامات ليس للمخاطبين بها عنها جواب ، لكن قال الثعلبي نقلا عن الخليل : إن كل ما سورة الطور من أم فهو استفهام ، وليس بعطف ، وإنما استفهم تعالى مع علمه بهم تقبيحا عليهم ، وتوبيخا لهم ، كقول الشخص لغيره : أجاهل أنت ؟ مع علمه بجهله .
{ نتربص به } بإسناد الفعل إلى جماعة المتكلمين ، وقرئ على البناء للمفعول نعت لشاعر ، وقد كانت العرب تتحرز عن أذية الشاعر ، فقالوا : لا نعارضه في الحال مخافة أن يغلبنا بقوة شعره ، وإنما نتربص موته وهلاكه كما هلك من قبله من الشعراء { ريب المنون } أي صروف الدهر وحوادثه ، والمعنى ننتظر به حوادث الأيام ، فيموت كما مات غيره ، أو يهلك كما هلك من قبله ، والمنون يكون بمعنى الدهر ، ويكون بمعنى المنية لأنها تنقص العدد ، وتقطع المدد ، وسمي الدهر منونا لأنه يقطع الأجل ، وإطلاق الريب على الحوادث استعارة تصريحية شبهت بالريب ، أي الشك ، لأنها لا تدوم ولا تبق على حال ، كما أنه كذلك ، قال الأخفش : المعنى نتربص إلى ريب المنون ، فحذف حرف الجر ، كما تقول : قصدت زيدا أي إلى زيد ، قال الأصمعي : المنون واحد لا جمع له ، قال الفراء : يكون واحدا وجمعا ، وقال الأخفش : جمع لا واحد له .
قال ابن عباس : إن قريشا لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل : منهم : احبسوه في وثاق ، وتربصوا به المنون حتى يهلك ، كما هلك من قبله من الشعراء ، زهير والنابغة ، إنما هو كأحدهم ، فأنزل الله في ذلك هذه الآية . وقال ابن عباس : ريب المنون الموت ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.