فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ} (22)

ثم أخبر سبحانه بربوبيته وعظمته فقال :

{ هو } أي الذي وجوده من ذاته فلا عدم له بوجه من الوجوه ، فلا شيء يستحق الوصف بِهُوَ غيره ، لأنه الموجود دائما أزلا وأبدا ، فهو حاضر في كل ضمير ، غائب بعظمته عن كل حس ، فلذلك تصدع الجبل من خشيته ، ولما عبر عنه بأخص أسمائه اخبر عنه لطفا بنا ، وتنزيلا لنا بأشهرها الذي هو مسمي الأسماء كلها بقوله : { الله } أي المعبود الذي لا تنبغي العبادة والألوهية إلا له { الذي لا إله إلا هو } فإنه لا مجانس له ولا يليق ولا يصح ولا يتصور أن يكافئه أو يدانيه شيء .

{ عالم الغيب والشهادة } أي عالم ما غاب عن الإحساس وما حضر ، وقيل : عالم السر والعلانية وقيل : ما كان وما يكون ، وقيل : الآخرة والدنيا ، وقيل : المعدوم والموجود ، وقدم الغيب على الشهادة لكونه متقدما وجودا { هو الرحمن الرحيم } قد تقدم تفسير هذين الإسمين .