اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ} (22)

قوله تعالى : { هُوَ الله الذي لاَ إله إِلاَّ هُوَ } .

لما وصف القرآن بالعظم ، ومعلوم أن عظم الصفة تابع لعظم الموصوف ، أتبع ذلك بشرح عظمة الله تعالى ، فقال : { هُوَ الله الذي لاَ إله إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغيب والشهادة هُوَ الرحمان الرحيم } .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : معناه : عالم السر والعلانية{[56088]} .

وقيل : ما كان وما يكون .

وقال سهل : عالم بالآخرة والدنيا .

وقيل : «الغيب » ما لم يعلمه العباد ولا عاينوه ، و«الشَّهَادة » ما علموا وشهدوا .

وقوله : { الرحمان الرحيم } . تقدم مثله .


[56088]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (18/30)، عن ابن عباس وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/300)، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.