فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَمَّا رَءَا ٱلۡقَمَرَ بَازِغٗا قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمۡ يَهۡدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلضَّآلِّينَ} (77)

{ فلما رأى القمر بازغا } أي طالعا منتشر الضوء يقال بزغ القمر إذا ابتدأ في الطلوع ، والبزغ الشق كأنه يشق بنوره الظلمة { قال } لهم أ { هذا ربي } بزعمكم وقد تقدم الكلام فيه .

{ فلما أفل } أي غاب { قال لئن لم يهدني ربي } أي لئن لم يثبتني على الهداية ويوفقني للحجة ، وليس المراد أنه لم يكن مهتديا لأن الأنبياء لم يزالوا على الهداية من أول الفطرة ، وفي الآية دليل على أن الهداية من الله تعالى لأن إبراهيم أضاف الهداية إليه سبحانه وتعالى { لأكونن من القوم الضالين } الذين لا يهتدون للحق فيظلمون أنفسهم ويحرمونها حظها من الخير .