{ وكذلك } أي مثل تلك الإراءة { نري إبراهيم } والجملة معترضة قيل كانت هذه الرؤية بعين البصر ، وقيل بعين البصيرة ومعنى نرى أريناه حكاية حال ماضية أي أريناه ذلك ، وقد كان آزر وقومه يعبدون الأصنام والكواكب والشمس والقمر ، فأراد أن ينبههم على الخطأ وقيل : إنه ولد في سرب وجعل رزقه في أطراف أصابعه فكان يمصها ، وسبب جعله في السرب أن النمرود رأى رؤيا أن ملكه يذهب على يد مولود فأمر بقتل كل مولود .
{ ملكوت السموات والأرض } أي ملكهما وزيدت التاء والواو للمبالغة في الصفة ومثله الرغبوت والرهبوت ، مبالغة في الرغبة والهبة قيل أراد بملكوتهما ما فيهما من الخلق ، وقيل عجائبهما وبدائعهما وقيل آياتهما ، وقيل كشف الله عن ذلك حتى رأى إلى العرش وإلى أسفل الأرضين ، وقيل رأى من ملكوتهما ما قصه الله في هذه الآية .
قال ابن عباس : كشف ما بين السموات حتى نظر إليهن على صخرة والصخرة على حوت وهو الحوت الذي منه طعام الناس ، والحوت في سلسلة والسلسلة في خاتم العزة{[704]} .
وقال مجاهد : سلطانهما ، وقيل المراد بملكوتهما الربوبية والإلهية أي نريه ذلك ونوفقه لمعرفته بطريق الإستدلال التي سلكها ، قال قتادة : ملكوت السموات الشمس والقمر والنجوم ، وملكوت الأرض الجبال والشجر والبحار .
وهذه الأقوال لا تقتضي أن تكون الإراءة بصرية إذ ليس المراد بإراءة ما ذكر من الأمور الحسية مجرد تمكنه عليه السلام من إبصارها ومشاهدتها في أنفسها ، بل اطلاعه على حقائقها وتعريفها من حيث دلالتها على شؤونه عز وجل ، ولا ريب في أن ذلك ليس مما يدرك حسا كما ينبئ عنه اسم الإشارة المفصح عن كون المشار إليه أمرا بديعا فإن الإراءة البصرية المعتادة بمعزل من تلك المثابة .
{ وليكون من الموقنين } أي ليستدل به ويكون من أهل اليقين عيانا كما أيقن بيانا واليقين عبارة عن علم يحصل بسبب التأمل بعد زوال الشبهة ، قال ابن عباس : جلاله الأمر سرا وعلانية فلم يخف عليه شيء من أعمال الخلائق ، أو المعنى أريناه ذلك ليكون ممن يوقن علم كل شيء حسا وخبرا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.