{ ولما سكت } وقرئ أسكت { عن موسى الغضب } أصل السكوت السكون والإمساك عن الشيء يقال جرى الوادي ثلاثا ثم سكت أي مسك وسكن عن الجري ، وقيل هذا مثل كأن الغضب كان يغريه على ما فعل ويقول له قل لقومك كذا وألق الألواح وجر برأس أخيك فترك الإغراء وسكت .
وقيل هذا الكلام فيه قلب ، والأصل سكت موسى عن الغضب كقولهم أدخلت الأصبع الخاتم والخاتم الأصبع ، وأدخلت القلنسوة رأسي ، ورأسي القلنسوة ، والأول أولى ، وبه قال أهل اللغة والتفسير وفيه مبالغة وبلاغة من حيث إنه جعل الغضب الحامل له على ما فعل كالآمر به والمغري عليه ، حتى عبر عن سكونه بالسكوت .
{ أخذ الألواح } التي ألقاها عند الغضب ، قال الرازي : وظاهر هذا يدل على أن الألواح لم تتكسر ولم يرفع من التوراة شيء { وفي نسختها } فعله بمعنى مفعولة كالخطبة ، والنسخ : نقل ما في كتاب إلى كتاب آخر ، ويقال للأصل الذي كان النقل منه نسخة وللمنقول نسخة أيضا ، قال القشيري : والمعنى أي فيما نسخ من الألواح المتكسرة ونقل إلى الألواح الجديدة ، وقيل المعنى وفيما نسخ له منها أي من اللوح المحفوظ وقيل المعنى وفيما كتب له فيها فلا يحتاج إلى أصل ينقل عنه ، وهذا كما يقال انسخ ما يقول فلان أي اثبته في كتابك .
{ هدى } أي يهتدون به من الأحكام { ورحمة } أي ما يحصل لهم من الله عند عملهم بما فيها من الرحمة الواسعة ، قال مجاهد : ولم يذكر التفصيل ههنا وقال ابن عباس : هدى من الضلالة ورحمة من العذاب { للذين هم } أي كائنة لهم أو لأجلهم واللام في { لربهم } للتقوية للفعل ، وقد صرح الكسائي بأنها زائدة وقال الأخفش : هي لام الأجل ، وقال المبرد : التقدير للذين هم رهبتهم لربهم { يرهبون } أي يخافون منه سبحانه{[785]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.