فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (63)

{ أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون 63 فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين 64 *وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون 65 قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين 66 } .

{ أو عجبتم } الاستفهام للانكار والواو للعطف على مقدر ينسحب عليه الكلام كأنه قبل استبعدتم أو كذبتم أو أنكرتم وعجبتم من { أن جاءكم ذكر } أي وحي ورسالة أو موعظة { من ربكم } والمراد به الكتاب الذي أنزل على نوح وقيل المعجزة التي جاء بها نوح ، والأول أولى { على } لسان { رجل منكم } أي من جنسكم تعرفونه ولم يكن ذلك على لسان من لا تعرفونه أو لا تعرفون لغته ، وقيل على بمعنى مع ، قال الفراء .

{ لينذركم } به علة للمجيء { ولتتقوا } ما يخالفه . علة ثانية مرتبة على العلة قبلها { ولعلكم ترحمون } بسبب ما يفيده الإنذار لكم ، والتقوى منكم من التعرض لرحمة الله سبحانه لكم ورضوانه عنكم . وهي علة ثالثة مرتبة على التي قبلها ، وهذا الترتيب في آية من الحسن لأن المقصود من الإرسال الإنذار ومن الإنذار التقوى ومن التقوى الفوز بالرحمة .