{ و } أرسلنا { إلى } قوم { عاد } وهو من ولد سام بن نوح قيل هو عاد بن عوص بن أرم بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وهي عاد الأولى . وعاد الثانية قوم صالح ، وهم ثمود ، وبينهما مائة سنة { أخاهم } أي واحدا من قبيلتهم أو صاحبهم ، وسماه أخا لكونه ابن آدم مثلهم ، قاله الزجاج والعرب تسمي صاحب القوم أخاهم { هودا } هو ابن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص المذكور قاله السيوطي في التحبير .
وقال ابن اسحق : هو هود بن شالخ المذكور . والأول أولى واشتهر في ألسنة النحاة أن هودا عربي وفيه نظر لأن الظاهر من كلام سيبويه لما عده مع نوح ولوط أنه أعجمي . وكان بينه وبين نوح ثمانمائة سنة ، وعاش أربعمائة وأربعا وستين سنة .
وصرح هنا بتعيين المرسل إليهم دون ما سبق في نوح وما سيأتي في لوط لأن المرسل إليهم إذا كان لهم اسم قد اشتهروا به ذكروا به وإلا فلا . وقد امتازت عاد وثمود ومدين بأسماء مشهورة .
قال الربيع بن خثيم : كانت عاد ما بين اليمن إلى الشام مثل الذر ، وقيل كانت منازل عاد بالأحقاف باليمن ، والأحقاف الرمل الذي عند عمان وحضر موت .
وقال وهب : كان الرجل من عاد ستين ذراعا بذراعهم ، وكان هامة الرجل مثل القبة العظيمة وكان عين الرجل لتفرخ فيها السباع . وكذلك مناخرهم .
وقال قتادة : ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر ذراعا طولا ، وعن ابن عباس : كان الرجل منهم ثمانين باعا ، وكانت البرة فيهم ككلية البقرة والرمانة الواحدة يقعد في قشرها عشرة نفر . ولا تخلو هذه الأقاويل عن ضعف وبعد .
{ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ولم يقل هنا فقال كما قال في قصة نوح لأن الفاء تدل على التعقيب وكان نوح مواظبا على دعوة قومه غير متوان فيها ، وكان هود دون نوح في المبالغة في الدعاء ، وقيل هذا على تقدير سؤال سائل قال فما قال لهم هود فقيل قال يا قوم .
{ أفلا تتقون } استبعاد وإنكار أي أفلا تخافون ما نزل بكم من العذاب . وقال في سورة هود أفلا تعقلون ، ولعله خاطبهم بكل منهما وقد اكتفى بحكاية كل منهما في موطن عن حكايته في موطن آخر كما لم يذكر ههنا ما ذكر هناك من قوله { إن أنتم إلا مفترون } وقس على ذلك حال بقية ما ذكر وما لم يذكر من أجزاء القصة ، بل حال نظائره في سائر القصص لا سيما في المحاورات الجارية في الأوقات المتعددة والله أعلم قاله أبو السعود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.