{ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعتوا في الأرض مفسدين 74 } .
{ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } أي استخلفكم في الأرض أو جعلكم فيها كما تقدم في قصة هود { وبوأكم في الأرض } أي جعل لكم فيها مباءة وهي المنزل الذي تسكنونه أي أسكنكم وأنزلكم في أرض الحجر بكسر الحاء { تتخذون من سهولها قصورا } أي من سهولة الأرض وهي ترابها تتخذون منه اللبن والآجر ونحو ذلك فتبنون به القصور ، وإنما سميت بذلك لقصور الفقراء عن تحصيلها وحبسهم عن نيلها .
{ وتنحتون } أي تشقون والنحت نجر الشيء الصلب ، وفي القاموس نحته ينحته براه والنحاتة البراية والمنحت ما ينحت به { الجبال بيوتا } تسكنون فيها ، وقد كانوا لقوتهم وصلابة أبدانهم ينحتون الصخور فيتخذون فيها كهوفا يسكنون فيها ، لأن الأبنية والسقوف كانت تفنى قبل فناء أعمارهم ، قال الضحاك : كان الواحد منهم يعيش ثلاثمائة سنة إلى ألف سنة وكذا كان قوم هود ، وقيل كانوا يسكنون السهول في الصيف والجبال في الشتاء ، وهذا يدل على أنهم كانوا متنعمين مترفهين{[767]} .
{ فاذكروا آلاء الله } عليكم واشكروه عليها { ولا تعتوا في الأرض مفسدين } العثي والعثو لغتان ، قال قتادة معناه لا تفسدوا والعثو : أشد الفساد ، وقيل أراد به عقر الناقة ، وقيل هو على ظاهره فيدخل فيه النهي عن جميع أنواع الفساد ، وقد تقدم تحقيقه في البقرة بما غنى عن الإعادة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.