{ ومن يولهم يومئذ } أي يوم لقيتموهم { دبره إلا متحرفا لقتال } أي منعطفا ومائلا إليه ، والنصب على الحال أو الاستثناء من ضمير المؤمنين أي ومن يولهم إلا رجلا منهم متحرفا ، واللام للتعليل أي لأجل قتال أي لأجل التمكن منه ، والتحرف الزوال عن جهة الاستواء والمراد به هنا التحريف من جانب إلى جانب في المعركة طلبا لمكائد الحرب وخدعا للعدو ، كمن يوهم أنه منهزم ليتبعه العدو ، فيكر عليه ويتمكن منه ونحو ذلك من مكائد الحرب ، فإن الحرب خدعة .
{ أو متحيزا إلى فئة } أي منضما وصائرا إلى جماعة من المسلمين غير الجماعة المقابلة للعدو أي رجلا منهم متحرفا أو متحيزا ، ووزن متحيز متفيعل لا متفعل لأنه من حاز يحوز فبناء متفعل منه متحوز ، والتحيز والتحوز الانضمام وتحوزت الحية انطوت ، وحزت الشيء ضممته والحوزة ما يضم الأشياء .
{ فقد باء } أي من ينهزم ويفر من الزحف إلا في هاتين الحالتين فقد رجع { بغضب } كائن { من الله ومأواه جهنم } أي المكان الذي يأوي إليه هو النار ففراره أوقعه إلى ما هو أشد بلاء مما فر منه وأعظم عقوبة ، والمأوى ما يأوي إليه الإنسان { وبئس المصير } ما صار من عذاب النار .
وقد اشتملت هذه الآية على هذا الوعيد الشديد لمن يفر عن الزحف وفي ذلك دلالة على أنه من الكبائر الموبقة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.