فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (10)

{ وما جعله الله } أي الإمداد المدلول عليه بقوله أني ممدكم { إلا بشرى } أي بشارة لكم بنصره وهو استثناء مفرغ أي ما جعل إمدادكم بشيء من الأشياء إلا للبشرى لكم بالنصر { ولتطمئن به } أي بالامداد { قلوبكم } وفي هذا إشعار بأن الملائكة لم يقاتلوا بل أمد الله المسمين بهم للبشرى لهم ولتثبت قلوبهم يعني بنزول الملائكة ، قال قتادة : وذكر لنا أن عمر قال أما يوم بدر فلا نشك أن الملائكة كانوا معنا ، وأما بعد ذلك فالله أعلم .

{ وما النصر إلا من عند الله } لا من عند غيره ليس للملائكة في ذلك أثر فهو الناصر على الحقيقة وليسوا إلا سببا من أسباب النصر التي سببها الله لكم وأمدكم بها ، وفيه تنبيه على أن الواجب على المسلم أن لا يتوكل إلا على الله في جميع أحواله ولا يثق بغيره فإن الله تعالى بيده الظفر والإعانة { إن الله عزيز } لا يغالب { حكيم } في كل أفعاله .