فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ} (12)

ثم بين سبحانه العقبة فقال : { وما أدراك ما العقبة } أي أيّ شيء أعلمك ما اقتحامها والمعرف باللام إذا أعيد كان الثاني عين الأول فتكون الجملة معترضة مقحمة لبيان العقبة مقرة لمعنى الإبهام والتفسير ، فإن { فلا اقتحم العقبة } مفسرة بقوله : { فك رقبة } والمفسر منفي ومفسر كذلك لاتحداهما في الاعتبار كأنه قيل فلا فك رقبة ولا أطعم مسكينا .

قال محيي السنة ذكر العقبة ههنا مثل ضربه الله لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في أعمال البر فجعله كالذي يتكلف صعود العقبة .

قال صاحب الفرائد هذا تنبيه على أن النفس لا توفق صاحبها في الإنفاق لوجه الله البتة فلا بد من التكليف وتحمل المشقة ، والذي توافقه النفس هو الافتخار والمراآت فكأنه تعالى ذكر هذا المثل بإزاء ما قال : { أهلكت مالا لبدا } والمراد الإنفاق المفيد ، وأن ذلك الإنفاق لمضر انتهى .