فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَـٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ} (27)

ولما فرغ سبحانه من حكاية أحوال الأشقياء ذكر بعض أحوال السعداء فقال : { يا أيتها النفس المطمئنة } والقائل هو الله سبحانه إكراما للمؤمن كما كلم موسى ، أو الملك ، وإنما يقال لها ذلك عند الموت أو البعث أو عند دخول الجنة ، والنفس المطمئنة هي الساكنة الموقنة بالإيمان وتوحيد الله الواصلة إلى ثلج اليقين بحيث لا يخالطها شك ولا يعتريها ريب .

قال الحسن هي المؤمنة الموقنة ، وقال مجاهد الراضية بقضاء الله التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها ، وقال مقاتل هي الآمنة المطمئنة . وقال ابن كيسان المطمئنة بذكر الله تعالى وقيل المخلصة ، قال ابن زيد المطمئنة لأنها بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ، وقال ابن عباس المطمئنة المؤمنة .