الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} (3)

وأخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت : «نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً إلى القمر لما طلع فقال : يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا ، فإن هذا الغاسق إذا وقب » .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { ومن شر غاسق إذا وقب } قال : النجم هو الغاسق ، وهو الثريا .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله : { ومن شر غاسق إذا وقب } قال : كانت العرب تقول : الغاسق سقوط الثريا ، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها ، وترتفع عند طلوعها .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا ارتفعت النجوم رفعت العاهة عن كل بلد » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية { ومن شر غاسق إذا وقب } قال : الليل إذا ذهب .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه قال : الغاسق سقوط الثريا ، والغاسق إذا وقب الشمس إذا غربت .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { ومن شر غاسق إذا وقب } قال : الليل إذا أقبل .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : عز وجل { ومن شر غاسق إذا وقب } قال : الغاسق الظلمة ، والوقب شدة سواده إذا دخل في كل شيء ، قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت زهيراً يقول :

ظلت تجوب يداها وهي لاهية *** حتى إذا جنح الإِظلام والغسق

وقال في الوقب :

وقب العذاب عليهم فكأنهم *** لحقتهم نار السماء فأخمدوا

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه { غاسق إذا وقب } قال : الليل إذا دخل .