الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5)

أخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن في قوله : { ومن شر حاسد إذا حسد } قال : هو أول ذنب كان في السماء .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه { ومن شر حاسد إذا حسد } يعني اليهود ، هم حسدة الإِسلام .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { ومن شر حاسد إذا حسد } قال : نفس ابن آدم وعينه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه { ومن شر حاسد } قال : من شر عينه ونفسه .

وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل أتاه وهو يوعك فقال : بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من حسد حاسد ، وكل عين ، اسم الله يشفيك .

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله أو عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى ، فأتاه جبريل فقال : بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من كل كاهن وحاسد ، والله يشفيك .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب » .

وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يحل الدرجات العلى اللعان ، ولا منان ، ولا بخيل ، ولا باغ ، ولا حسود » .

وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال : «كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً فقال : يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة ، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد علق نعليه في يده الشمال ، فسلم ، فلما كان من الغد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع الرجل مثل مرته الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً ، فإن رأيت أن تأويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت ، قال : نعم . قال أنس : فكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال ، فلم يره يقوم إلا لصلاة الفجر ، وإذا تقلب على فراشه ذكر الله وكبره ، ولا يقول إلا خيراً . فلما مضى الثلاث ليال ، وكدت أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة " ، فطلعت أنت الثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك ، فلم أرك تعمل كثير عمل ، فلما وليت دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي غشاً على أحد من المسلمين ، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه . قال عبد الله : فهذه التي بلغت بك ، وهي التي لا تطاق » .

وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الصلاة نور ، والصيام جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كاد الفقر أن يكون كفراً ، وكاد الحسد أن يغلب القدر » .

وأخرج البيهقي في الشعب عن الأصمعي رضي الله عنه قال : بلغني أن الله عز وجل يقول : الحاسد عدو نعمتي ، متسخط لقضائي ، غير راض بقسمتي التي قسمت بين عبادي .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب » .