الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦٓ أَسۡتَخۡلِصۡهُ لِنَفۡسِيۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُۥ قَالَ إِنَّكَ ٱلۡيَوۡمَ لَدَيۡنَا مَكِينٌ أَمِينٞ} (54)

أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : فأتاه الرسول فقال له : ألق عنك ثياب السجن ، والبس ثياباً جدداً وقم إلى الملك ، فدعا له أهل السجن - وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة - فلما أتاه ، رأى غلاماً حدثاً . فقال : أيعلم هذا رؤياي ولا يعلمها السحرة والكهنة ؟ ! . . . وأقعده قدامه وقال له : لا تخف ، وألبسه طوقاً من ذهب وثياب حرير وأعطاه دابة مسرجة مزينة كدابة الملك ، وضرب الطبل بمصر أن يوسف عليه السلام خليفة الملك .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { أستخلصه لنفسي } قال : أتخذه لنفسي .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن زيد العمي - رضي الله عنه - قال : لما رأى يوسف عليه السلام عزيز مصر قال : اللهم إني أسألك بخيرك من خيره ، وأعوذ بعزتك من شره .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن أبي ميسرة - رضي الله عنه - قال : لما رأى العزيز لبق يوسف وكيسه وظرفه ، دعاه . فكان يتغدى معه ويتعشى دون غلمانه ، فلما كان بينه وبين المرأة ما كان ، قالت : لم تدني هذا من بين غلمانك ؟ . . . مره فليتغد مع الغلمان . قال له : اذهب فتغد مع الغلمان . فقال له يوسف : أترغب أن تأكل معي . . . أنا والله يوسف بن يعقوب ، نبي الله ابن إسحق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال الملك ليوسف : إني أحب أن تخالطني في كل شيء ، إلا في أهلي ، وأنا آنف أن تأكل معي . فغضب يوسف عليه السلام فقال : أنا أحق أن آنف ، أنا ابن إبراهيم خليل الله ، وأنا ابن إسحاق ذبيح الله ، وأنا ابن يعقوب نبي الله .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : أسلم الملك الذي كان معه يوسف عليه السلام .