قوله : { وَقَالَ الملك ائتوني بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي } الملك هو الريان بن الوليد لا العزيز كما تقدّم . ومعنى { أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي } : أجعله خالصاً لي دون غيري ، وقد كان قبل ذلك خالصاً للعزيز ، والاستخلاص : طلب خلوص الشيء من شوائب الشركة ، قال ذلك لما كان يوسف نفيساً ، وعادة الملوك أن يجعلوا الأشياء النفيسة خالصة لهم دون غيرهم { فَلَمَّا كَلَّمَهُ } في الكلام حذف ، وتقديره فأتوه به ، فلما كلمه ، أي : فلما كلم الملك يوسف ، ويحتمل أن يكون المعنى : فلما كلم يوسف الملك ، قيل : والأوّل أولى ، لأن مجالس الملوك لا يتكلم فيها ابتداء إلاّ هم دون من يدخل عليهم ؛ وقيل : الثاني أولى ؛ لقول الملك : { قَالَ إِنَّكَ اليوم لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ } فإن هذا يفيد أنه لما تكلم يوسف في مقام الملك جاء بما حببه إلى الملك ، وقربه من قلبه ، فقال هذه المقالة ، ومعنى { مكين } : ذو مكانة وأمانة بحيث يتمكن مما يريده من الملك ويأمنه الملك على ما يطلع عليه من أمره ، أو على ما يكله إليه من ذلك . قيل : إنه لما وصل إلى الملك أجلسه على سريره ، وقال له : إني أحبّ أن أسمع منك تعبير رؤياي ، فعبرها له بأكمل بيان ، وأتمّ عبارة ، فلما سمع الملك منه ذلك قال له : { إِنَّكَ اليوم لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.