تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦٓ أَسۡتَخۡلِصۡهُ لِنَفۡسِيۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُۥ قَالَ إِنَّكَ ٱلۡيَوۡمَ لَدَيۡنَا مَكِينٌ أَمِينٞ} (54)

وقوله تعالى : { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي } أصدر لرأيه ، وأطيع أمره . في هذا يقع استخلاصه إياه ، ولذلك قال : { مكنا ليوسف }[ الآية : 21و56 ] لا أن يجعله لحاجة نفسه خالصا دون الناس ، لا يشرك غيره . وفيه[ الواو ساقطة من الأصل وم ] دلالة ما ذكر في حرف حفصة : إنك اليوم لدينا مطاع أمين .

وقوله تعالى : { فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين } أصدر لرأيه ، ولكن قال : { فلما كلمه } فهذا يدل أنه قد أتى به ، وإن لم يذكر أنه أوتي به حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : { فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين } قيل : المكين الوجيه ، وقيل : المكين الأمين المرضي عندنا والأمين على ما استأمناك .