الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرٗاۖ فَصَبۡرٞ جَمِيلٌۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَنِي بِهِمۡ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ} (83)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { وسأل القرية } قال : مصر . وفي قوله { عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً } قال : بيوسف وأخيه وروبيل .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله { عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً } قال : بيوسف وأخيه وكبيرهم الذي تخلف .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي روق - رضي الله عنه - قال : لما حبس يوسف عليه السلام أخاه بسبب السرقة ، كتب إليه يعقوب عليه السلام : من يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل الله إلى يوسف عزيز فرعون ، أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء ، إن أبي إبراهيم عليه السلام ألقي في النار في الله فصبر ، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً ، وإن أبي إسحق عليه السلام قرب للذبح في الله فصبر ، ففداه الله بذبح عظيم . وإن الله كان وهب لي قرة عين فسلبنيه ، فأذهب حزنه بصري ، وأيبس لحمي على عظمي ، فلا ليلي ليل ، ولا نهاري نهار ، والأسير الذي في يديك بما ادعي عليه من السرق أخوه لأمه ، فكنت إذا ذكرت أسفي عليه قربته مني ، فيسلي عني بعض ما كنت أجد . وقد بلغني أنك حبسته بسبب سرقة ، فخل سبيله ، فإني لم ألد سارقاً وليس بسارق ، والسلام .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال : قال له أخوه : يا أيها العزيز ، لقد ذهب لي أخ ما رأيت أحداً أشبه به منك ، لكأنه الشمس . فقال له يوسف عليه السلام : اسأل إله يعقوب أن يرحم صباك ، وأن يرد إليك أخاك .