ولما رجعوا إلى أبيهم وقالوا له ما قال كبيرهم فكأنه قيل : فما قال لهم ؟ فقيل : { قال } لهم { بل سوّلت } ، أي : زينت تزييناً فيه غي { لكم أنفسكم أمراً } ، أي : حدّثتكم بأمر ففعلتموه ، وإلا فما أدرى الملك أن السارق يؤخذ بسرقته { فصبر جميل } ، أي : فأمري صبر جميل ، أو فصبر جميل صبري ، أو أجمل ، وقدم مثل ذلك في واقعة يوسف إلا أنه قال فيها : { والله المستعان على ما تصفون } [ يوسف ، 18 ] وقال هنا { عسى الله أن يأتيني بهم } ، أي : بيوسف وشقيقه بنيامين والأخ الثالث الذي أقام بمصر { جميعاً } ، أي : فلا يتخلف منهم أحد ، وإنما قال يعقوب عليه السلام هذه المقالة ؛ لأنه لما طال حزنه واشتدّ بلاؤه ومحنته علم أن الله تعالى سيجعل له فرجاً ومخرجاً عن قريب ، فقال ذلك على سبيل حسن الظن بالله تعالى وتفرس أن هذه الأفعال نشأت عن يوسف عليه السلام ، وأن الأمر يرجع إلى سلامة واجتماع ، ثم علل هذا بقوله : { إنه هو العليم } ، أي : البليغ العلم بما خفي عنا من ذلك فيعلم أسبابه الموصلة إلى المقاصد { الحكيم } ، أي : البليغ فيما يدبره ويقضيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.