وقوله تعالى : ( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً ) فإن قيل : كيف قال لهم ( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً ) وجعل ما أخبروه من تسويل أنفسهم وتزيينها [ وهم لم يخالفوه ][ في الأصل وم : ولم يخالفوا هم ] في ما أمرهم في أمر بنيامين ، ولا تركوا شيئا مما أمرهم به ؟
وليس هذا كالأول الذي قال لهم في أمر يوسف ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا )[ الآية : 18 ] لأنه قد كان منهم خلاف لما أمرهم به ، والسعي إلى إهلاكه ، فكان ما ذكر من تسويل أنفسهم وتزيينها في موضع التسويل والتزيين . وأما ههنا فلم يأت منهم إليه خلاف ولا ترك لأمره .
فكيف قال : ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) ؟ قيل[ في الأصل وم : لكن ] يشبه أن يكون قال ذلك لأنهم لما اتهموا جميعا بالسرقة ، فقيل : ( إنكم لسارقون )[ الآية : 70 ] ( قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين )[ الآية : 73 ] قطعوا فيه القول : إنهم لم يكونوا سارقين ، وهو كان فيهم .
فكيف قطعتم فيه القول بالسرقة ( إن ابنك سرق ) ؟ ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) من البغض والعداوة والإيثار له وليوسف [ عليكم والميل إليهما دونكم حين ][ في الأصل وم : عليهم والميل إليها دونهم حيث ] ( قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة )[ الآية : 8 ] والله أعلم . فسولت لكم أنفسكم ببغضكم وعداوتكم حتى تركتم الفحص عن حاله وأمره [ إذ لا ][ في الأصل وم : إلا ] كل من وجد في رحله شيء يكون هو واضع ذلك الشيء ، بل قد يضعه[ في الأصل وم : يضع ] غيره فيه على غير علم منه .
وقوله تعالى : ( فصبر جميل ) قد ذكرناه .
وقوله تعالى : ( عسى الله أن يأتيني بهم جميعا ) قال أهل التأويل : قال : ( يأتيني بهم جميعا ) لأنهم صاروا جماعة : يوسف ، وبنيامين أخوه ، ويهوذا ، وشمعون ، قد تخلفا بسبب حبس يوسف أخاه ، أو يوسف وأخوه .
وقال بعض أهل التأويل : إن جبريل أتى يعقوب على أحسن صورة ، فسأله عن يوسف : أفي الأحياء [ هو أم في الأموات ][ في الأصل : أم الأموات ، في م : أم في الأموات ] فقال : بل هو في الأحياء ، فقال عند ذلك : ( عسى /256-ب/الله أن يأتيني بهم جميعا ) أو علم يعقوب أن يوسف في الأحياء ، وأنه غير هالك ، لما رأى يوسف من الرؤيا من سجود الكواكب والشمس والقمر له علم أنه في الأحياء ، وأنه لا يهلك إلا بعد خروج رؤياه ، وغير ذلك من الدلائل .
لكنه كان لا يعلم أين هو ، فقال ذلك : ( إنه هو العليم الحكيم ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.