قوله : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا } أي : زينت ، والأمر هنا قولهم : { إِنَّ ابنك سَرَقَ } وما سرق في الحقيقة ؛ وقيل : المراد بالأمر إخراجهم بنيامين ، والمضي به إلى مصر طلباً للمنفعة فعاد ذلك بالمضرّة ؛ وقيل : التسويل : التخييل ، أي : خيلت لكم أنفسكم أمراً لا أصل له ؛ وقيل : الأمر الذي سوّلت لهم أنفسهم : فتياهم بأن السارق يؤخذ بسرقته ، والإضراب هنا هو باعتبار ما أثبتوه من البراءة لأنفسهم ، لا باعتبار أصل الكلام فإنه صحيح ، والجملة مستأنفة مبنية على سؤال مقدّر كغيرها ، وجملة : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ خبره محذوف أي : فأمري صبر جميل ، أو فصبر جميل أجمل بي ، وأولى لي ، والصبر الجميل : هو الذي لا يبوح صاحبه بالشكوى ، بل يُفوّضُ أمره إلى الله ويسترجع ، وقد ورد أن الصبر عند أوّل الصدمة { عَسَى الله أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا } أي : بيوسف وأخيه بنيامين ، والأخ الثالث الباقي بمصر ، وهو كبيرهم كما تقدّم ، وإنما قال هكذا لأنه قد كان عنده أن يوسف لم يمت ، وأنه باقٍ على الحياة وإن غاب عنه خبره { إِنَّهُ هُوَ العليم } بحالي ، { الحكيم } فيما يقضي به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.