الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ ٱلۡهَٰلِكِينَ} (85)

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تالله تفتأ تذكر يوسف } قال : لا تزال تذكر يوسف { حتى تكون حرضاً } قال : دنفاً من المرض { أو تكون من الهالكين } قال الميتين .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف } قال : لا تزال تذكر يوسف ، لا تفتر عن حبه { حتى تكون حرضاً } قال : هرماً { أو تكون من الهالكين } قال : أو تموت .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - { حتى تكون حرضاً } قال : الحرض الشيء البالي { أو تكون من الهالكين } قال الميتين .

وأخرج ابن الأنباري والطستي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { تفتأ تذكر يوسف } قال : لا تزال تذكر يوسف . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

لعمرك لا تفتأ تذكر خالدا *** وقد غاله ما غال تبع من قبل

قال : أخبرني عن قوله { حتى تكون حرضاً } قال : الحرض ، المدنف الهالك من شدة الوجع . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الشاعر وهو يقول :

أمن ذكر ليلى أن نأت قرية بها . . . كأنك حم للأطباء محرض