الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مِّن وَرَآئِهِۦ جَهَنَّمُ وَيُسۡقَىٰ مِن مَّآءٖ صَدِيدٖ} (16)

وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن أبي الدنيا في صفة النار ، وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { ويسقى من ماء صديد يتجرعه } قال : « يقرب إليه فيتكرهه ، فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره » يقول الله تعالى { وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم } [ محمد : 15 ] وقال { وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه } [ الكهف : 29 ] .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { من ماء صديد } قال : ما يسيل بين جلد الكافر ولحمه .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { ويسقى من ماء صديد } قال : القيح والدم .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور ، عن مجاهد في قوله { من ماء صديد } قال : دم وقيح .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { ويسقى من ماء صديد } قال : ماء يسيل من بين لحمه وجلده .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن - رضي الله عنه - قال : لو أن دلواً من صديد جهنم دلي من السماء فوجد أهل الأرض ريحه ، لأفسد عليهم الدنيا .