وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { ولنسكننكم الأرض من بعدهم } قال : وعدهم النصر في الدنيا ، والجنة في الآخرة . فبين الله تعالى من يسكنها من عباده ، فقال { ولمن خاف مقام ربه جنتان } [ الرحمن : 46 ] وإن لله مقاماً هو قائمه ، وإن أهل الإِيمان خافوا ذلك المقام فنصبوا ، ودأبوا الليل والنهار .
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم { قوا أنفسكم وأهليكم ناراً } [ التحريم : 6 ] تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة ، فخر فتى مغشياً عليه ، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده ، فإذا هو يتحرك ، فقال : « يا فتى . قل لا إله إلا الله . فقالها . فبشره بالجنة . فقال أصحابه : يا رسول الله ، أمن بيننا ؟ قال : أما سمعتم قوله تعالى { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } » .
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا ، عن عبد العزيز بن أبي رواد - رضي الله عنه - قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } [ التحريم : 6 ] ولفظ الحكيم ، لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، تلاها على أصحابه وفيهم شيخ . ولفظ الحكيم ، فتى . فقال : يا رسول الله ، حجارة جهنم كحجارة الدنيا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده ، لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا . فوقع مغشياً عليه ، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو حي ، فناداه فقال : قل لا إله إلا الله . فقالها ، فبشره بالجنة : فقال أصحابه : يا رسول الله ، أمن بيننا ؟ فقال : نعم ، يقول الله عز وجل { ولمن خاف مقام ربه جنتان } [ الرحمن : 46 ] { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } » .
وأخرج الحاكم من طريق حماد بن أبي حميد ، عن مكحول عن عياض بن سليمان - رضي الله عنه - وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى ، قوم يضحكون جهراً في سعة رحمة ربهم ، ويبكون سراً من خوف عذاب ربهم ، يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة والمساجد ، ويدعونه بألسنتهم رغباً ورهباً ، ويسألونه بأيديهم خفضاً ورفعاً ، ويقبلون بقلوبهم عوداً وبدءاً ، فمؤنتهم على الناس خفيفة ، وعلى أنفسهم ثقيلة . يدبّون في الليل حفاة على أقدامهم كدبيب النمل ، بلا مرح ولا بذخ ، يقرؤون القرآن ويقربون القربان ويلبسون الخلقان ، عليهم من الله تعالى شهود حاضرة وعين حافظة ، يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد ، أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة ، ليس لهم هم إلا أمامهم . أعدوا الجواز لقبورهم والجواز لسبلهم ، والاستعداد لمقامهم ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } » قال الذهبي - رضي الله عنه - هذا حديث عجب منكر ، وأحسبه أدخل علي بن السماك - رضي الله عنه - يعني شيخ الحاكم الذي حدثه به . قال : ولا وجه لذكره في هذا الكتاب - يعني المستدرك - قال : وحماد ضعيف . ولكن ، لا يحتمل مثل هذا ، ومكحول مدلس وعياض لا يدري من هو . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.