الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ} (26)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { كشجرة طيبة } قال : هي شجرة في الجنة . وفي قوله { كشجرة خبيثة } قال : هذا مثل ضربه الله ، لم يخلق الله هذه الشجرة على وجه الأرض .

وأخرج ابن مردويه عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله قلب العباد ظهراً وبطناً ، فكان خير العرب قريشاً . وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه { مثل كلمة طيبة } يعني القرآن { كشجرة طيبة } يعني بها قريشاً { أصلها ثابت } يقول : أصلها كبير { وفرعها في السماء } يقول : الشرف الذي شرفهم الله بالإِسلام الذي هداهم الله له وجعلهم من أهله » .

وأخرج ابن مردويه من طريق حيان بن شعبة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله { كشجرة خبيثة } قال : الشريان . قلت لأنس : وما الشريان ؟ قال : الحنظل .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر حميد بن زياد الخراط في الآية قال : الشجرة الخبيثة ، التي تجعل في المسكر .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قعد ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا هذه الآية { اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار } فقالوا : «يا رسول الله ، نراه الكمأة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين . والعجوة من الجنة ، وهي شفاء من السم » .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { اجتثت من فوق الأرض } قال : استؤصلت من فوق الأرض .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه قال : اعقلوا عن الله الأمثال .

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه : أن رجلاً لقي رجلاً من أهل العلم فقال : ما تقول في الكلمة الخبيثة ؟ فقال : ما أعلم لها في الأرض مستقراً ولا في السماء مصعداً ، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة .

وأخرج ابن جرير من طريق قتادة رضي الله عنه ، عن أبي العالية : «أن رجلاً خالجت الريح رداءه فلعنها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تلعنها ؛ فإنها مأمورة ، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة على صاحبها » .