الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ} (34)

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { وآتاكم من كل ما سألتموه } قال : من كل شيء رغبتم إليه فيه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه مثله .

وأخرج ابن جرير عن الحسن { وآتاكم من كل ما سألتموه } قال : من كل الذي سألتموني تفسيره ، أعطاكم أشياءً ما سألتموها ولم تلتمسوها .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي في الشعب ، عن طلق بن حبيب رضي الله عنه قال : إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد ، وإن نعم الله أكثر من أن تحصيها العباد ، ولكن أصبحوا توّابين وأمسوا توابين .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، وعن بكر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ما قال عبد قط الحمد لله ، إلا وجبت عليه نعمة بقول الحمد لله ، فقيل : فما جزاء تلك النعمة ؟ قال : جزاؤها أن يقول الحمد لله ، فجاءت نعمة أخرى فلا تنفد نعم الله .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب ، عن سليمان التيمي رضي الله عنه قال : إن الله أنعم على العباد على قدره وكلفهم الشكر على قدرهم .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن بكر بن عبد الله المزني رضي الله عنه قال : يا ابن آدم ، إذا أردت أن تعرف قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك .

وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه ، فقد قل علمه وحضر عذابه .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال : ما أنعم الله على العباد نعمة أعظم من أن عرّفهم لا إله إلا الله ، وأنّ لا إله إلا الله لهم في الآخرة كالماء في الدنيا .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إن لله على أهل النار منة ، فلو شاء أن يعذبهم بأشد من النار لعذبهم .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن محمد بن صالح قال : كان بعض العلماء إذا تلا { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } قال : سبحان من لم يجعل من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها ، كما لم يجعل في أحد من إدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه ، فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها شكراً ، كما شكر علم العالمين أنهم لا يدركونه ، فجعله إيماناً علماً منه أن العباد لا يجاوزون ذلك .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن أبي أيوب القرشي مولى بني هاشم قال : قال داود عليه السلام : «رب أخبرني ما أدنى نعمتك عليّ . . ؟ فأوحى الله : يا داود ، تنفس . فتنفس ، فقال : هذا أدنى نعمتي عليك .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال ، " عبد الله عابد خمسين عاماً ، فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك . قال : يا رب ، وما تغفر لي . . ؟ ولم أذنب . . ؟ فأذن الله تعالى لعرق في عنقه فضرب عليه ، فلم ينم ولم يصلِّ ، ثم سكن فنام تلك الليلة ، فشكا إليه فقال : ما لقيت من ضربان العرق ؟ قال الملك : إن ربك يقول إن عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذلك العرق " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه قال : اللهم اغفر لي ظلمي وكفري . قال قائل : يا أمير المؤمنين ، هذا الظلم . . . فما بال الكفر . . . ! ؟ قال { إن الإنسان لظلوم كفار } .