الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَأَنۡهَٰرٗا وَسُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (15)

أخرج ابن عبد حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق قتادة ، عن الحسن عن قيس بن عباد قال : إن الله لما خلق الأرض جَعَلتْ تَمور ، فقالت الملائكة ما هذه بمُقِرَّة على ظهرها أحداً ، فأصبحت صبحاً ، وفيها رواسيها ، فلم يدروا من أين خلقت ، فقالوا ربنا هل من خلقك شيء أشد من هذا ؟ قال : نعم ، الحديد ، فقالوا : هل من خلقك شيء أشد من الحديد ؟ قال : نعم ، النار . قالوا : ربنا ، هل من خلقك شيء أشد من النار ؟ قال : نعم ! الماء . قالوا : ربنا ، هل من خلقك شيء هو أشد من الماء ؟ قال : نعم الريح . قالوا : ربنا ، هل من خلقك شيء هو أشد من الريح ؟ قال : نعم الرجل . قالوا : ربنا ، هل من خلقك شيء هو أشد من الرجل ؟ قال : نعم المرأة .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { رواسي } قال : الجبال { أن تميد بكم } قال : أثبتها بالجبال ، ولولا ذلك ما أقرت عليها خلقاً .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { رواسي أن تميد بكم } قال : حتى لا تميد بكم . كانوا على الأرض تمور بهم لا يستقر بها ، فأصبحوا صبحاً ، وقد جعل الله الجبال ، وهي الرواسي أوتاداً في الأرض .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { أن تميد بكم } قال : أن تكفأ بكم ، وفي قوله وأنهاراً قال بكل بلدة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله { وسبلاً } قال : السبل هي الطرق بين الجبال .

15