الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ} (25)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم } يقول : يحملون مع ذنوبهم ذنوب الذين يضلونهم بغير علم وذلك مثل قوله { وأثقالاً مع أثقالهم } .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة . . . } الآية . قال : حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم ، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئاً .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الربيع بن أنس في قوله { ليحملوا أوزارهم كاملة . . . } الآية . قال : قال النبي «أيما داعٍ دعا إلى ضلالة فاتبع ، كان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء . وأيما داع إلى هدى فاتبع ، فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء » .

وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم ، أنه بلغه أنه يتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجهاً وأنتنه ريحاً ، فيجلس إلى جنبه . كلما أفزعه شيء زاده ، وكلما تخوّف شيئاً زاده خوفاً ، فيقول : بئس الصاحب أنت ، ومن أنت ؟ فيقول : وما تعرفني ! ؟ فيقول : لا . فيقول : أنا عملك . . . كان قبيحاً فلذلك تراني قبيحاً ، وكان منتناً فلذلك تراني منتناً . . . طأطئ إليَّ اركبك ، فطالما ركبتني في الدنيا . فيركبه . وهو قوله { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة } والله أعلم .