{ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 15 ) } .
ثم أردف هذه النعم الموجبة للتوحيد المفيدة للاستدلال على المطلوب بنعمة أخرى وآية كبرى فقال : { وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ } أي جبالا ثابتة يقال رسا يرسو إذا ثبت وأقام { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } أي كراهة أن تميد بكم على ما قاله البصريون أو لئلا تميد بكم على ما قاله الكوفيون والميد الاضطراب يمينا وشمالا يقال ماد الشيء يميد ميدا تحرك ومادت الأغصان تمايلت وماد الرجل تبختر قال قتادة : حتى لا تميد بكم كانوا على الأرض تمور بهم لا تستقر فأصبحوا صبحا وقد جعل الله سبحانه الجبال وهي الرواسي أوتادا في الأرض .
{ وَ } جعل فيها { أَنْهَارًا } لأن الإلقاء هنا بمعنى الجعل والخلق كقوله : { وألقيت عليك محبة مني } وذكر الأنهار عقب الجبال لأن معظم عيون الأنهار وأصولها تكون من الجبال قال السيوطي : كالنيل ولم يذكر في المثال غير هذا لأنه من أهل مصر .
{ وَ } جعل فيها { سُبُلاً } وأظهرها وبينها لأجل أن تهتدوا بها في أسفاركم إلى مقاصدكم من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان وهي الطرق ، وقال السدي : هي طرق في الجبال { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } بتلك السبل إلى ما تريدون فلا تضلون أو إلى توحيد ربكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.